بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان خبر مقتل العميد الركن (عمر علي محمد العيسي)رحمة الله عليه كالصاعقة عندما قرأته وبعد أن تأكد الخبر انتابتني حالة من الصمت مصحوبة بحزن وأسى أليم وحسرة تعصر الأحشاء على فقدان هذا الرجل الذي لا أدري ماذا أكتب عنه لما كان يتحلى به من صفات وأخلاق كثيرة نادرا ما نجدها في غيره في هذا الزمن ,,,
لكني تذكرت تلك الحقائق الربانية وهي أن الموت حق لا مراء فيه, وأن الأجل موقوت ومكتوب قبل بدء الخلق ,وأنه إن لم يقتل فسيموت , وأن الحياة بجوار الله خير من جوار الناس فهدأت النفس وحمدت الله واسترجعت ,,,
ثم عادت بي الذاكرة إلى أيام مضت وأعوام خلت عشتها بالقرب من هذا الرجل في كثير من الأماكن والمواقع بحكم أننا من منطقة واحدة وجالت الخواطر وتحركت الذكريات وتذكرته منذ أن عرفته وتلك المواقف والجلسات والمناقشات والحوارات والسمرات فاختنقت العبرات وسالت الدمعات على ذلك الأنسان ,,,
كثير من الناس الذين عايشناهم وأمضينا معهم أوقات كثيرة ثم يفارقونا بالرحيل أو الموت لا يتركون ورائهم أثرا ولا يشكل فقدانهم مشكلة لكن فقدان إنسان مثل (عمر علي العيسي )مصيبة وسيترك فراغ كبير سوآءً في أسرته الكريمة أو المنصب الذي قتل وهو يشغله,,,
لماذا فقدان هذا الرجل مصيبة وخسارة ؟؟؟
أقول وبصراحة ومن خلال معايشتي لهذا الرجل وبدون مبالغة أنه كان رجل محترم يحترم الناس ويحترمونه,,,
متواضع مع الجميع بعيد كل البعد عن الأفتخار بالرتبة أو المنصب يجلس مع الجنود ويلعب معهم ويضحك معهم بكل بساطة,,,
متعاون مع أي شخص في أي مشكلة أو مساعدة أو أي ظرف,,,
منضبط جدا في عمله ,,حريص في مواعيده ,,مرتب في أوقاته,,
مثقف جدا وعلى دراية بالعلوم العسكرية لأنها تخصصه وعلى دراية بتاريخ اليمن وحركاته وطوائفه ومذاهبه, ما يجلس مجلس إلا ورأيته متحدثا لبقا تستفيد منه ويفيدك بمعلومات عجيبة حتى إنك لتظن أنه أستاذ متخصص في هذه العلوم,,,
كان بارا بوالديه وكانا يحبانه جدا وكذلك إخوانه وأخواته وقد كان له موقف عظيم مع إحدى أخواته عندما أصابها مرض عضال ولأجل علاجها باع سيارته الخاصة,,,
كان رحمه الله شجاعا مقداما فمنذ أن تم تعيينه لقيادة أحد الألوية العسكرية المرابطة في محافضة صعدة لمواجهة عصابة التمرد الرافضية الأثنى عشرية وهو في مقدمة المقاتلين وقد أصيب بطلق ناري قبل أكثر من سنة ونقل إلى الأردن للعلاج وبعد شفائه عاد الى ساحة الشرف والقتال حتى قتل شهيدا إن شآالله من قبل الفئة الباغية في أرض صعدة وهو يقوم بفك حصار عن بعض جنوده المحاصرين في( جبل الصمع) يوم الجمعة بتاريخ 23-10-2009م
هذه كلمات متواضعات غير مرتبات كتبتها على عجل عن إنسان عرفته عن قرب وكانت لي معه ذكريات جميلة رحل مترجلا وبقينا إلى حين ,,,
اللهم اربط على قلوب ذويه وألهمهم الصبر على قدر الله وإنا لله وإنا إليه راجعون,,,
اللهم ارحم فقيدنا وتقبله عندك وارفع درجته واجعله من ورثة جنة النعيم ,,,